بتاريخ بالكاد يتخطى 200 مباراة قبل كأس العالم، المدرب الشاب صاحب الـ 47 عامًا، وليد الركراكي، نجح في قيادة منتخب بلاده إلى مرحلة سيذكرها التاريخ إلى الأبد، وهي نصف نهائي كأس العالم 2022.
يعتبر الركراكي ثاني مدرب وطني يقود أسود الأطلس في نهائيات كأس العالم، بعد عبد الله بليندة في نسخة الولايات المتحدة 1994، إذ كانت المرة الثالثة التي تتأهل فيها البلاد إلى كأس العالم. ولكن رغم خبرته على الساحة الدولية، لم يستطع بليندة منع بلاده من خسارة جميع مباريات دور المجموعات أمام بلجيكا والسعودية وهولندا.
يظهر المغرب هذا العام في كأس العالم للمرة السادسة في تاريخه، بعد المكسيك 1970، والمكسيك 1986، والولايات المتحدة 1994، وفرنسا 1998، وروسيا 2018. ولكن هذه المرة بالطبع استثنائية، إذ يعد المغرب أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى المربع الذهبي في هذه البطولة العريقة.
تجربة جديدة لمدرب واعد
بدأ “غوارديولا المغربي”، كما يلقبه جماهير أسود الأطلس، مشواره مع المنتخب، قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد انطلاق كأس العالم 2022، بعد رحيل البوسني وحيد خليلهودزيتش، وعلى الرغم من نجاح الأخير في قيادة المغرب إلى نهائيات كأس العالم، فإن الأمور لم تكن وردية خلف الكواليس، فقد دفعت الانقسامات في غرفة الملابس رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، إلى فسخ عقد البوسني، لتبدأ رحلة البحث عن مدرب بشخصية قيادية يمكنه حل نزاعات اللاعبين، ودمج لاعبي الدوري المغربي في الفريق.
لم يشكّل قرار تعيين المدرب المغربي مفاجأة، لا سيما أنه قبل بضعة أشهر وتحديدًا في ماي 2022، قد نجح في قيادة الوداد إلى لقبه الثالث في دوري أبطال إفريقيا بعد تغلبه في النهائي على الأهلي المصري، بقيادة بيتسو موسيماني، وهو ما يعد إنجازًا، إذ إن الأهلي المصري كان يبحث عن لقبه الثالث على التوالي، بعد تغلبه على الزمالك المصري، وكايزر تشيفز الجنوب إفريقي. لذا كان المدرب المغربي الأقرب إلى قيادة أسود الأطلس في هذه المرحلة الحرجة.
مسيرة حافلة
رغم مسيرته التدريبية التي لا تتعدى الـ 9 سنوات فقط، فإن المدرب المغربي حصد العديد من الألقاب التي بدأت مع نادي الفتح الرياضي المغربي بلقب كأس العرش المغربي في 2014، ثم الدوري المغربي مع نفس النادي في 2016، ثم انتقل إلى قطر ليحصد لقب الدوري القطري مع الدحيل القطري في 2020، ليعود بعدها إلى المغرب ويحصد الدوري المغربي ودوري أبطال إفريقيا لعام 2022 مع الوداد.
الركراكي لاعبًا
لم يحظ المدرب المغربي خلال مسيرته كلاعب التي امتدت من 2002 إلى 2011 بفرصة المشاركة في كأس العالم، بسبب إخفاق أسود الأطلس في التأهل خلال تلك الفترة. وتمثلت أبرز إنجازاته ببلوغ نهائي كأس الأمم الإفريقية 2004، إذ وصل المنتخب إلى النهائي، لكنّه لم يتمكن من التغلب على تونس المضيفة.
طموح متزايد
في لقاء مع موقع الفيفا قبل انطلاق مونديال 2022، أجاب الركراكي عن سؤال بشأن طموحه في كأس العالم، أو المرحلة التي يمكن أن يصل إليها ويعتبرها نجاحًا، وأجاب أن تجاوز دور المجموعات يعد إنجازًا في حد ذاته، إذ لم يتمكن أسود الأطلس من بلوغ هذه المرحلة سوى مرة واحدة، ولكن في الوقت ذاته سيقدم الفريق كل ما بوسعه في كل مباراة ليبلغ أبعد مرحلة ممكنة.
وعند سؤاله عن فلسفته الخاصة باللعب، أجاب أنه يحاول دائمًا الحفاظ على الكرة، والضغط على الخصم، ولكنه أصبح أكثر واقعية مع مرور الوقت، وأن التأقلم مع إمكانيات الفريق هو سرّ الفوز.
- عن فوربس الشرق الأوسط