اختُتمت بمدينة طنجة، يوم السبت الماضي، أشغال النسخة السابعة من الأيام العلمية للإنعاش والتخدير وطب المستعجلات، التي نظمتها رابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير والإنعاش بالشمال، على مدى يومين، حول موضوع “مرضى السكري”، بمشاركة أطباء أخصائيين وطلبة وفعاليات المجتمع المدني.
ويأتي تنظيم الملتقى في سياق اهتمام الرابطة بمستجدات الأبحاث العلمية وتطوير القدرات المهنية التخصصية في مجالات الجراحة والتدخلات العلاجية والخدمات الاستشفائية، وتوفير منصة علمية للقاء بين الأطباء الممارسين والمحاضرين، وكذا طلبة الطب وأطر التمريض، من أجل التواصل العلمي والتكامل المهني فيما بين مكونات المنظومة الصحية، فضلا عن انفتاح المجتمع الطبي على محيطه الاجتماعي.
وسلط المشاركون في هذه الفعالية العلمية الضوء على طب التعفنات، طب الألم، التخدير الموضعي، والإنعاش القلبي الرئوي، وذلك عبر ورشات تطبيقية، ومحاضرات تأطيرية، وندوات علمية، بمشاركة الأساتذة في كلية الطب، والدكاترة الجراحين، وأطباء الإنعاش والتخدير في القطاعين العام والخاص.
وفي هذا السياق، أكد عزيز السدراوي رئيس رابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير و الإنعاش بالشمال أن الجمعية “تسعى من خلال أشغال الأيام العلمية لهذه السنة وعلى غرار السنوات الماضية إلى مواصلة دورها العلمي والمعرفي في مختلف المجالات الأكاديمية خدمة للمجتمع” .
واعتبر السدراوي، في تصريح صحافي، أن اختيار داء السكري ليكون المحور الرئيسي لهذه السنة، يأتي بالنظر لكونه يستهدف مختلف الأعضاء والأجهزة الحيوية في جسم الإنسان، خصوصا القلب والشرايين، وكذا جهاز الأعصاب، ومضاعفات على مستوى المفاصل.
وتقول الرابطة إن 2,7 مليون مواطن مغربي مُصاب بداء السكري بينهم 27 ألف طفل، في حين تشير إحصائيات رسمية لوزارة الصحة إلى وجود مليون و200 ألف مريض سكري فقط، هم من يتلقون العلاجات في المستشفيات العمومية، مما يكشف هول الفرق الكبير بين أعداد المصابين وعدد الذين تؤمن الدولة علاجاتهم.
وفي مداخلة له، استعرض الدكتور الزروالي محمد مدير المكتب التنفيذي لجمعية ابن سينا لمرضى السكري، أشكال المعاناة المادية والمعنوية للمرضى وذويهم، بالنظر إلى أنها تبقى معاناة مستمرة حياة كاملة تتضاعف من ناحية الكلفة، لكنه سجل بكثير من الأسف، ضعف التغطية الصحية والتأمين الصحي، أفيما التحمل المسبق للعلاج يبقى ضعيفا لا يوازي حجم الأضرار.
وبخصوص جهود المجتمع المدني، فقال المتحدث إن المساعدات والدعم ما يزال ضعيفا وأبعد بكثير عن الحاجيات المرصودة، مشيرا إلى أن جمعيته تضم 2000 شخص مصاب، وإذا احتاج كل مريض إلى 200 درهم شهريا على الأقل فإن نفقات الدواء والمتابعة تُكلف 40 ألف درهم شهريا، داعيا المختبرات والمصحات الخاصة والسلطات الحكومية إلى بذل مزيد من العناية بهاته الفئة من أبناء الوطن.
أما آدم أقلعي المدير الإقليمي، مسؤول بالمديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن البرنامج الوطني للوقاية من أمراض السكري، فقدم عرضا باهتا وأرقاما قديمة غير محينة، تعود لسنة 2018، حيث استعرض التدخلات الاعتيادية التي تقوم بها المستشفيات، ليتضح أن المفارقة كبيرة جدا بين عدد المصابين، الذي يقارب 3 مليون مواطن مغربي بداء السكري، بينما إحصائيات وزارة الصحة تشير فقط إلى مليون و200 ألف مريض سكري.
للإشارة، سبق لـ “رابطة الأطباء الاختصاصيين في التخدير والإنعاش بالشمال”، أن ناقشت خلال الدورات السابقة من الملتقى السنوي، مواضيع مختلفة من قبيل “الأخطاء الطبية وحماية الطبيب”، “الإجهاض وصحة المرأة بين الطب والدين والقانون”، “التبرع بالأعضاء البشرية”، و”العنف على الأطفال”، “الأمراض العصبية الانتكاسية”، و”التداعيات الصحية والاجتماعية لحوادث السير”.