تم اكتشاف أقدم آثار أقدام بشرية في شمال إفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط بمدينة العرائش، من قبل فريق بحث دولي تقوده جامعة “بروتاني سود”(UBS) في فرنسا، بشراكة مع جامعات مغربية وألمانية وإسبانية.
وذكرت جامعة “بروتاني سود” في بلاغ لها، نشرته وكالة “ماب” يوم الجمعة 25 يناير، أن هذه الآثار لأقدام الإنسان العاقل اكتشفت على شاطئ صخري في العرائش، حيث يمتد عمرها إلى نحو 100 ألف عام، وقد تركها ما لا يقل عن 5 أفراد (أطفال، مراهقون وبالغون).
وأضافت أن “هذه الآثار (85 في المجموع) موجهة بشكل أساسي نحو البحر وتعكس صورة مذهلة لما يمكن أن يكون عليه البحث عن الموارد البحرية من قبل هؤلاء الأفراد المنتمين للإنسان العاقل، الذين كانوا يسكنون أو يعبرون ساحل العرائش منذ حوالي 100 ألف عام”.
وجاء هذا الاكتشاف، الذي توصل إليه فريق دولي من العلماء المغاربة، الفرنسيين والإسبان، تحت إشراف منصف السدراتي (الأستاذ-الباحث ومدير مختبر الجيولوجيا المحيطية بجامعة بروتاني سود)، وذلك خلال مهمة قياس ميدانية أجريت في يوليوز 2022، في إطار مشروع للبحث العلمي حول أصل وديناميكية الكتل الصخرية المنتشرة على طول الساحل الجنوبي لمدينة العرائش بشمال-غرب المغرب.
ونقل البلاغ عن السدراتي قوله إن “هذه البصمات ت ركت على شاطئ البحر في شريط رملي كان يشكل الجزء العلوي من الشاطئ منذ حوالي 100 ألف عام. بعد ذلك، تم الحفاظ عليها بسرعة، نتيجة تغطيتها برواسب ناعمة، خلال مرحلة من حركة الأمواج المنخفضة، إلى جانب فترة من انخفاض المد والجزر”.
وحسب السدراتي، فإن موقع آثار العرائش يعد أحد أكبر مواقع آثار العصر البليستوسيني المتأخر وأفضلها حفظا في العالم، والموقع الوحيد الموثق في شمال إفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط.