ما نشر من روايات غريبة عن تراجع البحر في بعض السواحل مجرد أكاذيب

0
32

تزامناً مع اهتزازات أرضيّة متواصلة في عدّة بلدان في الشرق الأوسط وما تلاها من تحليلات غيبية وشائعات مضلّلة على امتداد الأسابيع الماضية، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تتحدّث عن تراجع “غامض” لمياه البحر المتوسّط وعدد من المسطّحات المائية. لكن الأمر في الحقيقة لا ينطوي على أي غموض، بل هو ظاهرة طبيعيّة مُعتادة مرتبطة بحركة المدّ والجزر.

جاء في المنشورات المتداولة صور لشواطئ تراجعت المياه عنها. منها تلك التي تُظهر شاطئ مدينة سيدي إفني في المغرب، والذي انكشفت مساحات كبيرة من رماله بفعل تراجع مياه البحر ما جعل منشأة تيليفيريك قديمة تظهر بشكل كامل.

وتناولت منشورات أخرى الحديث عن تراجع لمياه البحر في لبنان ومصر وفلسطين، كما علّقت صفحات على تراجع منسوب البحر في السواحل الإيطالية وجفاف الأنهار في البندقية معتبرة الأمر “ظاهرة غريبة” تنذر “بحدوث شيء ما” وقال البعض إنها إشارة لحدوث موجات مدّ بحريّ (تسونامي).

ويأتي تداول هذه الادعاءات عقب الزلازل والهزّات الأرضيّة التي شهدتها دول عدّة في الشرق الأوسط خلال الأسابيع الماضية وأودت بحياة عشرات الآلاف في تركيا وسوريا.

لكن التراجع الأخير للبحر في بعض السواحل ظاهرة طبيعيّة مألوفة تسبّبت فيها عوامل عدّة يشرحها الخبراء.

يحدث المدّ حينما يرتفع منسوب المياه في المحيط والسواحل. وحينما ينخفض منسوب المياه ويتراجع في الشواطئ يحدث ما يسمى بالجزر أو المدّ المنخفض.

ويقول الحسين يوعابد رئيس مصلحة التواصل في المديريّة العامّة للأرصاد الجوية في المغرب في حديث لوكالة فرانس برس إن المدّ والجزر ظاهرة طبيعيّة “تحدث نتيجة قوى الجذب من القمر والشمس، التي تؤثر على مياه البحار والمحيطات”، ويضيف يوعابد “يكون تأثير جاذبية القمر أكبر نتيجة قربه من الأرض”.

وإن كانت الشمس والقمر والأرض على الخط المستقيم نفسه يؤدي ذلك إلى ظاهرة المدّ الكبرى، ومنها حركة المدّ والجزر الربيعية.

“ليست بغريبة ولا استثنائية”. بهذه الإجابة يؤكد الحسين يوعابد أن ما شهدته بعض السواحل ومن بينها سيدي إيفني من تراجع لمنسوب المياه هو أمر طبيعي معدّداً الكثير من العوامل.

ويقول “فيما يتعلق بمدينة سيدي إيفني، التي يحدث فيها المدّ والجزر مرتين في اليوم الواحد كسائر الشواطئ المغربية، ليست هذه المرة الأولى ولا الأخيرة التي يصل فيها مستوى سطح البحر إلى ذلك المستوى المنخفض، وقد حدثت نفس الظاهرة شهر فبراير من العام الماضي”.

وأكد يوعابد أن برنامج توقّع المد والجزر البحري الخاص بالمديرية توقع تسجيل أدنى مستوى جزر يوم الثلاثاء 21 فبراير 2023 وهو موعد القمر الجديد (29 رجب 1444) بالمغرب، و”الذي شهد تواجد الأرض والقمر والشمس على نفس المحور تقريباً”.

  • وكالة الصحافة الفرنسية (تقصي الحقائق)

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here