1 – نجمع كمتابعين لأطوار البطولة الوطنية لكرة القدم، أن الاتحاد الرياضي لطنجة استهل مشوار التباري هذا الموسم بأداء كارثي غير مسبوق، إذ أبان في خمس مقابلات متتالية عن عجز بالغ الحدة عن مجاراة جل النوادي الوطنية “الكبيرة والمتوسطة”، ولم يستيقظ فارس البوغاز إلا في لقائه بالوداد البيضاوي حيث بذل جهدا ملحوظا، حرم “القلعة الحمراء” من انتصاره كان يراه في “المتناول”. لكن في الحوار الفني الأخير الذي جمعه بفريق المغرب الفاسي، ظهرا متحررا من مظاهر الخوف والشك والتردد، مندفعا بهدوء نسبي نحو مرمى الخصم رغبة في بلورة نتيجة إيجابية. قد تكون منطلقا لإنجاز أفضل وأجدى.
2 – وهكذا وأمام حضور جماهيري لا بأس به استطاع أن يسجل أهدافا لأول مرة منذ انطلاق البطولة، وأن يقف خصما قويا أمام منافسه ويصل إلى مرماه في أكثر من مناسبة. غير أن المثير للجدل هو المستوى السيئ للحكم رضوان جيد وقراراته غير المقنعة، من المعلوم أن تقنية الفار التي تم اعتمادها في الملاعب الرياضية الدولية، كان الهدف منها تقديم المساعدة الممكنة لحكم الوسط كي لا يكون مجحفا في حق فريق رياضي معين، وأن حكام هذه التقنية الهامة يقررون في غالب الأحيان في العمليات المشكوك فيها، ولا ينادون على الحكم الرئيسي إلا نادرا، ما داموا يتوفرون على شاشات تلفزيونية كفيلة بجعلهم يقررون في الحالات “الصعبة”.
3 – لكن في هذا اللقاء الكروي المعني بالأمر، تمت المناداة على الحكم في ثلاث مناسبات “بالتمام والكمال”، في الأولى إثر خطئ واضح ارتكبه برعونة لاعب الاتحاد استحق عليه ورقة حمراء لا غبار عليها، وفي المرة الثانية إثر هدف جميل ومشروع للفريق المضيف، قد أمضى السيد الحكم وقتا طويلا وهو يشاهد ويعيد مشاهدة العملية، مما يعني أن لمسة اليد “المبحوث عنها” لم تكن جلية إلى درجة تحرم فريقا بحث باجتهاد عن أول فوز له، وفي المناسبة الأخيرة، تمت المناداة على الحكم للبث في لمسة يد أخرى صريحة هذه المرة، لكن سبقها خطا ضد حارس مرمى الفريق المضيف.
4 – وبناء على ما سبق، نحن لا ندافع عن أي طرف في حد ذاته. إن المغرب الفاسي نادي كروي مغربي له مكانة كبيرة في قلوبنا، يستحق كل التألق والتفوق في مقبل اللقاءات، لكن في الآن عينه على من يكلفون بالتحكيم في مثل هذه الحوارات الفنية الوطنية، أن يتحلوا بالحكمة والرزانة وبعد النظر، حتى لا يساهموا دون وعي أو سبق إصرار في إفساد منجز رياضي مخصوص، أو رفع منسوب الظواهر المستهجنة وغير المقبولة، وفي مقدمتها “شغب الملاعب”!
يمكنكم المساهمة برأيكم حول مختلف القضايا والأخبار من خلال مدونات طنجة7 | https://www.mgharba.ma/blog/