تسببت الحرائق الأخيرة التي ضربت الغابات في جبال شمال المغرب، ودمرت ما يقرب من 17000 هكتار من مساحة الغابات ، في موت (حرق أو اختناق) العديد من قرود المكاك البربري، وهي من الأنواع المهددة بشدة بالانقراض، وفق وكالة “إيفي”
قدر رئيس جمعية “الحفاظ على المكاك البربري في الريف”، أحمد الحراد ، أن “المئات من قرود المكاك” ماتت في الحرائق ، وتحديداً في غابة بوهاشم ، التي تضم مستعمرة كبيرة تضم حوالي 4000 حيوان.
قال حراد لـ Efe أن بوهاشم ، نظرا لتنوع نظامها البيئي، حيث تحتوي على أشجار البلوط والصنوبر بالإضافة إلى الشجيرات والنباتات الأخرى، توفر مكانا مثاليا لتكاثر قرود المكاك، وأضاف أن هذه الغابة هي موطن لأفضل مجموعات هذه الحيوانات التي يمكن أن تصل إلى 70 فردا في مجموعة واحدة.
وأشار الناشط البيئي إلى أن جهود الجمعية تتركز حاليا على إحصاء عدد القردة المتضررة من الحريق وتنظيم حملات توعية لمنع الحرائق الأخرى.
من جهتها، تقوم فرق الوكالة الوطنية للمياه والغابات حاليا بتقييم الأضرار التي سببتها الحرائق على قرود المكاك وباقي الأنواع في المنطقة كما أوضح لـ Efe زهير أمهاوش رئيس المنتزهات والمحميات.
وشدد على “أننا نقوم حاليا بتقييم الأضرار لتوجيه تدخلات الاستعادة البيئية لبوهاشم” ، مضيفا أن الحريق أثر أيضا على الأنواع ذات الحركة المحدودة مثل الزواحف والبرمائيات واللافقاريات، وكذلك بعض الثدييات.
وأشار أمهاوش إلى أن الوكالة اتخذت إجراءات عاجلة أثناء الحرائق مثل فتح أسوار محمية بوهاشم الطبيعية للسماح بخروج الأنواع المحمية مثل الغزلان البربري لمنعها من الوقوع في شرك.
وأشار إلى أن “إطلاق سراح الغزلان البربري تم التخطيط له في إطار برنامج إعادة إدخال عالمي في الريف الغربي، لكن وكالة المياه والغابات توقعت هذه العملية لإنقاذ الحيوانات”.
يوجد في المغرب واحدة من أكبر مستعمرات قرود المكاك البربري ، وهي نوع مدرج في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) ، مع حوالي 12000 فرد.